محليات الاخباري
التقت منتديات ثقافية في المكتبة الوطنية في تنظيم احتفالية أدبية لإشهار وتوقيع المجموعة القصصية “ذاكرة متكسرة” للأديبة القاصة روند الكفارنة وبرعاية مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة.
فقد شارك في الاحتفالية منتدى الجياد للثقافة والتنمية ومنتدى البيت العربي الثقافي وتجمع الأدب والإبداع والبيت الأدبي، كما شارك الناقد الدكتور عمر العامري في قراءة نقدية والقاصة جميلة عمايرة بشهادة ابداعية والقاص أحمد أبو حليوة بقراءة انطباعية، وكان الاحتفال بإدارة الأديب جروان المعاني.
وفي ورقته النقدية قال الدكتور العامري: تطرح المجموعة طائفة من الثيمات الاجتماعية والفلسفية والفكرية، كالحبّ، والموت، والمرأة، والظلم، والفقر، والحرية، والخوف من سلطة المجتمع، واضمحلال الحس الإنساني… وغيرها من الموضوعات التي تؤرّق الكاتبة وتقلقها، عبّرت عنها بأسلوب فنّي رشيق، جعلت القارئ يتعاطف مع شخوصها المقهورين والمهمّشين والمظلومين، ولم تشغل الكاتبة نفسها باجتراح حلول لتلك المشكلات والأسئلة التي طرحتها، بقدر محاولتها إلقاءَ حجرٍ في المياه الرّاكدة، وتعرية المجتمع أمام نفسه.
وأشار إلى أن المرأة تنهض في قصص المجموعة بدور بارز، وتكاد الأنا الساردة تهيمن على معطيات السّرد وتستأثر بالبطولة أحيانا، تنهض بذلك متوسلة بضمير المتكلم حينا، وبضمير الغائب أو الغائبة حينا آخر، لكنّها في كلتا الحالتين تنهض بدور الراوي العليم الذي ينفذ إلى أعماق الشخصية ويسبر أغوارها ويتحدث بلسانها ويعكس مشاعرها وانفعالاتها ورؤاها.
وأضاف: ومما يلحظ على مضامين قصص المجموعة حضور ثيمة الفنّ بأجناسه كافة، فيبدو أن القاصّة مسكونة بحبّ الفنّ ونزوع نفسها إليه، فمن تلك الفنون التي نجدها حاضرة التمثيل، وكتابة الشعر، وكتابة المقال، والموسيقى، والرسم، وغير ذلك.
من جانبها قالت القاصة العمايرة: تكتب القاصة روند بتأن وحذر شديدين، وصبر طويل، تعاين الشخوص وتسبر أغوارها بذكاء لتنفذ عميقا داخل الشخصية بكل مآلاتها من ضعف وقوة، بأحلامها المجهضة وخيباتها المتكررة على عتبات الواقع المعاش ولأن السرد عالم آخر مواز يلجأ الكاتب إليه في محاولة لإيجاد التوازن، تتوقف طويلا أمام الحالة وتحاول أن تسردها من الناجية النفسية والاجتماعية، عبر لغة تعتمد التكثيف حينا والإسهاب حينا آخر، وإن كانت تنحاز للمرأة في مواضع وحالات من السرد القصصي المعاين في هذه المجموعة.
بدوره قال القاص أبو حليوة أن المجموعة القصصية وافرة الشخصيات، فهناك رجال بشتى أصنافهم، وهناك نساء من لحم ودم، وكذلك من ورق، وقد أتقنت القاصة وصف شخصياتها العادية بطولةً ونهايةً، بطريقة غير عادية، وبقفلات مدهشة، بل وسريالية في بعضها، وجعلتَها تنمو بطريقة مقنعة، لتولد بعض الشخصيات في لحظة ظنتْها موتًا للآخر، وذلك وفق نسج قصصي مسبوك على المستوى الداخلي والخارجي.. النفسيّ والاجتماعي.
واضاف: والسرد في بعضه ذو لغة شاعرية عميقة، حمل حوارات شيّقة متوافقة مع قائليها، ومضمون الحال، والحكمة الشخصية، التي عتّقتها أعوام العمر، وخبرة التعامل مع الرجال والنساء، بعين مبدعة تجيد إعادة تدوير المجتمع، بثّتها القاصة المجيدة بين سطور القص، دون أن تكون حمولة زائدة عليه، وذلك بكلّ ذكاء وجمال، ممّا يجعل القارئ الحصيف لهذه القصة أو تلك، يخرج بحالة ما، ربما هي أنا أو أنت.
وكان مدير الحفل الأديب المعاني قد قدم الكاتبة قائلا: أرى روند الكفارنة كعرافة تقرأ غدها بكل طموح، لكنه طموح واقعي قوامه أنها قارئة نهمة، تمتلك أسلوبها الخاص، ولا أريد أن أكيل لها المديح بقدر ما أريد أن أقول انها تستحق هذه الحفاوة منكم فقد أثبتت خلال وقت قصير أنها تمتلك الكثير لتقدمه، وهي تحمل في جعبتها للغد الكثير من المشاريع التي تعنى بشأن المرأة والمجتمع.
وضيفا: عرفت روند الكفارنة منذ البدايات ورأيت التطور الهائل والسريع في مسيرتها فثبتت أقدامها وها هي تنطلق ليس بحثا عن النجومية الزائفة بل وضع بصمتها في عالم الكتابة في عالم القصة والرواية، ولا أرى لأحدٍ فضلا عليها بقدر ما أرى منها جدا واجتهاد على تطوير نفسها حتى باتت من كتاب الصف الأول.
وفي ختام الاحتفالية ألقى مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة كلمة رحب بها بالحضور ثم قام بتوزيع الدروع لتكريمية على المشاركين في الأمسية يشاركه الرئيسة الفخرية لمنتدى الجياد الأديبة سلامة عبد الحق ورئيس منتدى البيت العربي الثقافي المهندس صالح الجعافرة وأمينة السر ميرنا حتقوة، ورئيس تجمع الأدب والإبداع الشاعر زياد السعودي ورئيس البيت الأدبي أحمد أبو حليوة.