لقاء مع الشيخ هزاع مسند العيسى في” منشيةهزاع” العامرة بقرية ،”ام سرب”

لقاء مع الشيخ هزاع مسند العيسى في” منشيةهزاع” العامرة بقرية ،”ام سرب”

_ محليات الاخباري _

في ربوع البادية الشمالية إلتقينا الشيخ هزاع مسند العيسى في “منشية هزاع ” العامرة بقرية “أم السرب”، حيث تعرفنا إلى بعض ملامح الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، كما استمعنا إلى حديث شيق من الشيخ الكريم تخلله سرد جميل لذكرياته عن أحداث وعهود شهدتها المنطقة والبلاد فتركت آثارها الباقية في قلوب الأجيال على مدى الأيام.

وافتتح الشيخ هزاع حديثه يستذكر المرحوم والده الذي كان له الأثر الجميل والطيب في نفسه ومسيرته على منوال السلف الصالح في خدمة الأهل وأبناء العشيرة وكافة المواطنين والاطمئنان على أحوالهم وأمنهم وسلامتهم والعمل على خدمتهم في الدوائر الحكومية والأهلية وتقديم يد العون لكل المواطنين وتسهيل حصولهم على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، وقال الشيخ هزاع :نحن في البادية الشمالية نحمد الله العلي القدير على ما نتمتع به من نعمة الأمن والأمان التي توفرها لنا الأجهزة الحكومية بتوجيهات جلالة الملك الهاشمي وحكومته الرشيدة مما يعزز لدى أجيالنا قيم الولاء والانتماء لقيادتنا الحكيمة التي نفخر بانتسابها لسلالة رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام. واكمل الشيخ هزاع قوله ..نتذكر في هذا المقام جلالة المرحوم الملك الباني الحسين الذي اعتاد زيارة المنطقة من صبحا إلى حوشا والدفيانة، وكان يعرف المواطنين بأسمائهم، ونحمد الله أن الأحوال عندنا تطورت من كافة النواحي بفضل استمرار جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين مسيرته في العناية بتطوير البلاد وتوصيل الخدمات ومد الطرق والماء والكهرباء ووسائل النقل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ما ساهم في إحداث نقلة نوعية متطورة في البادية الشمالية بشكل خاص. ونحن في محافظة المفرق نعمل بالزراعة بشكل أساسي بتشجيع من جلالة الملك الذي يرى بأن الزراعة تمثل وسيلتنا لتوفير الأمن الغذائي، كما أنها واحدة من مصادر الدخل وسيلة ناجعة لتشغيل اليد العاملة وحل مشكلة البطالة. وتابع الشيخ هزاع قوله: من ناحيتي قمت شخصيا برعاية العديد من الفعاليات الجماهيرية والثقافية والخيرية في المناسبات الوطنية والملكية والأعياد الدينية بما ينشر السعادة والفرح بين المواطنين في أرجاء المنطقة،ولنقول لكل العالم بأننا ملتفين حول قيادتنا الهاشمية ونسعى دوما للحفاظ على صورتنا ووطنيتنا الاجمل

 وكل الشكر لجلالة الملك والحكومة الرشيدة وأيضاً الشكر الجزيل للمواطن الأردني الذي يعمل بإخلاص في سبيل رفعة وازدهار الوطن معبرا عن حبه للبلاد وملك البلاد.

وفي مجال تذكره للأحوال السابقة أشار الشيخ هزاع إلى الدور الهام الذي كان يقوم به شيوخ القضاء العشائري من حيث توفير الأمن والاستقرار، حيث كانوا يخصصون نوعاً من القضاء تبعاً لنوع القضية

ونوه الشيخ هزاع إلى معاناة المجتمع من انتشار آفة المخدرات من حيث تزايد مظاهرها “تجارة وتعاطي وترويج” مما يستدعي تضافر الجهود الرسمية والأهلية في مطاردة التجار والمروجين وإنزال أقسى العقوبات القانونية الرادعة لهذه الفئة الضالة، كما يجب رفع مستوى التوعية لدى أجيال الطلبة والشباب، ومن ناحيتي أعتبر نفسي جنديا مشاركاً في محاربة هذه الآفة قولاً وفعلاً حيث قدمت ابني أسامة شهيداً في هذه المعركة وكان مجنداً في قوة مكافحة المخدرات، رحمه الله.

وشدد الشيخ هزاع على أهمية العلاقات الاجتماعية الطيبة التي تترابط من خلالها العشائر الأردنية في أحوال السراء والضراء على السواء، حيث يتبادلون المشاركة والمساعدة والمساندة عن محبة وطيب خاطر ما يعزز البنيان ومظاهر الوحدة الوطنية لا فرق بين شمال أو وسط أو جنوب، فكلنا جسد واحد كالبنيان المرصوص.

وهذا التواصل مكننا من العمل في مجال الإصلاح الإجتماعي وإصلاح ذات البين بين الفئات الاجتماعية المختلفة، من خلال الجاهات وصكوك الصلح التي يتقدمها ويصوغها الشيوخ والذوات والشخصيات الوازنة مما يسهل على الجهات الأمنية والعدلية أن تطوي وتنهي العديد من المشاكل والقضايا مما يمكن المواطنين من الحصول على حقوقهم ومطالبهم.

كما نوه الشيخ هزاع إلى ظاهرة إطلاق العيارات النارية في مناسبات النجاح والأفراح مبدياً استنكاره لهذه الممارسات السلبية، داعياً إلى استخدام المفرقعات الصوتية غير الضارة مطالباً المجتمع بمقاطعة مطلقي العيارات النارية لردعهم ومنعهم من الاستمرار في نشر الموت والفقد والأحزان. واشار الشيخ هزاع الى علاقة المواطن الأردني بالعائلة الهاشمية وقال: إنها علاقة محبة وتعلق شديدين، فالأردني يرضع حب الهاشميين مع حليب أمه، ولا يتزحزح عن هذه العلاقة، بل تزداد يوماً بعد يوم. ومن جانبهم يؤكد الهاشميين هذا الترابط وهذه المحبة بمكرماتهم وتضحياتهم من أجل الوطن والمواطن وفي هذا السياق أروي لكم حكاية حقيقية حدثت عندنا في القرية حيث استأجر مواطن يعمل في القصور الملكية سيارة من المفرق لتقله إلى بيته مساء أحد الأيام وعند الوصول أصر المواطن على إكرام سائق السيارة بدعوته على العشاء بقوله تفضل على خير الله وخير سيدنا، فرد السائق هذا ليس سيدي فأنا “زعول وياه”، فما كان من المواطن إلا أن طرد السائق قبل تناوله العشاء قائلا: من كان “زعول” مع سيدنا لا مكان له على موائدنا.