القمة الأردنية الأميركية .. أبعاد ومضامين

القمة الأردنية الأميركية .. أبعاد ومضامين

محمد الطراونه
إنها الزيارة الملكية الثانية إلى واشنطن، والقمة الثانية بين جلالة الملك والرئيس الأميركي جو بايدن، خلال أقل من عام، وبذلك فهي تعكس بكل تفاصيلها وحيثياتها العديد من المعاني والمضامين والدلالات.

فهي تعكس عمق علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية التي تربط الأردن والولايات المتحدة الأميريكية وهو التقدير الأميريكي لدور جلالة الملك المحوري، ومواقفه وارائه تجاه مختلف القضايا التي تشغل العالم، وإنه أيضاً التقدير الأردني للدعم المتواصل الذي تقدمه أميركا للمملكة لتمكينها من مواصلة جهودها في التطوير الاقتصادي والتنموي، وتعزيز دورها الرئيس في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، باعتبار أن الأردن شريك محوري للولايات المتحدة الأميركية، وعنصر مهم في تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفي كل هذه اللقاءات سوا? على مستوى القمة او لقاءات جلالته مع أركان الادارة الأميركية والكونغرس تأكيد على بحث التطورات الاقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي يعتبرها الأردن قضية مركزية محوريه بالنسبة له، يضعها على رأس أولوياته خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من توتر واضطرابات نتيجة الممارسات إلاسرائيلية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني..

حيث تم التأكيد على أهمية وضع حد لهذا التوتر، مع أهمية اطلاق واحياء المفاوضات الفلسطينية إلاسرائيلية وعكست القمة الأردنية حرص بايدن ودعمه القوي، لحل الدولتين واحترامه لدور الأردن كوصي على الأماكن المقدسة..

وهنا جاء التركيز الملكي أمام الادارة الأميركية واضحاً أن الحفاظ على مصالح الأردن العليا هو الغاية والهدف، وإن علاقة إسرائيل مع الفلسطينيين واجراءاتها بالنسبة للقدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية، إضافة إلى التزامها بحل الدولتين هي أهم العوامل التي تحكم نهج الأردن في التعامل مع الحكومة الإسرائيلية، وهنا نقول إنه أمام المحافل الإقليمية والدولية، فإن صوت جلالة الملك هو الوحيد الذي يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، في وقت انشغل فيه العالم بقضايا وصراعات أخرى جديدة، ولم تعد معها القضية الفلسطينية أولوية? لذلك فإن الأردن يوظف امكاناته الدبلوماسية ومكانته المرموقة عالمياً لنصرة الشعب الفلسطيني، في قضاياه العادلة وصولاً إلى حصوله على حقوقه الوطنية والتاريخية المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

هذا الطرح الذي يحرص جلالة الملك على تأكيده مراراً يجسد موقف الأردن من القضية الفلسطينية، التي تشكل ثابتاً من ثوابت الدبلوماسية الأردنية التي رسخها جلالته، مستندة إلى أهمية تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وهذا ما يركز عليه الحراك الدبلوماسي الأردني الفاعل لدى عواصم صنع القرار في العالم، بتوجيهات من جلالته، والذي يؤكد ويجسد ما يحظى به جلالته ويتمتع به من ثقة وتقدير في الأوساط العالمية، وإنه خير من يمثل سياسة الاعتدال في التعامل مع القضايا العالمية.