مايا يزبك.. صور كالوتر يعود مخمليا يطرب السامع سحرا وجمالا – كتب محمود الداوود

مايا يزبك.. صور كالوتر يعود مخمليا يطرب السامع سحرا وجمالا – كتب محمود الداوود

كتب: محمود الداوود

“حبيبي يا عيني.. يا مسهر عيني”

من منا لا يعرف هذه الأغنية قبل ما يقارب الـ 30 عاما، إنها أغنية الفنانة مايا يزبك، التي انتشرت على نطاق واسع لبنانيا وعربيا، ورافقت كل الاحتفالات والرحلات، وكانت أغنية الكبار والشباب والصغار.

كان لها نكهة خاصة من فنانة شابة تقدم بعفوية وسلاسة، لكنها اختفت وغابت عن الساحة كل تلك الأعوام من أجل أمر عظيم، من أجل أسرتها وعائلتها، وبعد هذا الانقطاع عادت لتظهر فجأة، نعم عادت مايا يزبك بصوت مخملي راق، وقد كان صوتها كالوتر عند درجة (صول لا سي دو) ليعود عند ( دو ري مي فا) – إن جاز التعبير طبعا، إنما هو تشبيه لمعرفة الاختلاف، لكنه الاختلاف الشكلي مع الحفاظ على اللون الموسيقي ليبدو جميلا بمقياس متجدد، إنها صاحبة صوت موسيقي مدروس بنكهة الزمن الجميل، فأعادت تشكيل صوتها بما يتناسب من الزمن الحالي.

حافظت مايا يزبك على جمالها وحضورها وصوتها، واثقة الخطى، فخورة بما قدمت، وفخورة بما أنجزت.

مايا يزبك صاحبة أغنيات: (الله بالخير.. فوق الأحباب رفرف يا طير)، (دقوا النفير.. بالساحة مليانة كتير رماحة)، (حبيت زين من الغجر)، (يا حبيبي طال غيابك)، (شدوا الهودج)، (خلاص مليت عذاب)، و(يا ليلة القدر)، وأغنيات أخرى منها (بكرة راح بتسافر)، وغيرها.

غنت مايا فأطربت بصوتها الجاذب والطربي الأصيل، ورافقتها الموسيقى الفنية بنغمات إبداعية، قريبة من القلب بحضورها وصوتها، لكنه الابتعاد القسري، نتيجة ظروف العائلة، وكنا نتساءل أين ذهبت صاحبة هذا الصوت الذهبي، حتى عادت إلينا، من كان يعرفها فرح بعودتها، فعاد يستذكر الماضي وأعاد جميع أغنياتها ليستمع إليها من جديد وكأنه يستمع إليها لأول مرة، وكأن أغنياتها صممت للزمن الحالي، ومن النادر أن تتوافق أغنيات زمن مضى من عصر تطور، لكن أغنيات مايا كأنها وجدت حاليا، فهي ما زالت بحلاوتها ونكهتها.

كما أن مايا يزبك عادت بصوت إبداعي جديد وبنكهة خاصة تلفت الانتباه، وفيه من الأصالة والرقي ما فيه، وفيه دهشة وجمال لم يفارقا حضورها الأنيق ووجهها المشرق المستنير، ما أجمل أن ترى الماضي حاضرا بشكل مناسب وبأسلوب مؤثر.

إنني على يقين أن أغاني مايا يزبك لو أعيد توزيعها وغناؤها مرة أخرى فإنها ستجذب المستمعين كبيرهم وصغيرهم، فهي من النوع السهل الممتنع الصالح لكل وقت ولكل عصر ولكل حالة، على أن تعاد بصوت مايا نفسها بصوتها الحالي الفخيم، والمخملي الراكز والساحر.

إنها صاحبة الصوت الذي يقتحم قلبك برقة شديدة، ويفرض نفسه عليك بسلاسة لا توصف، فما أن تسمع مطلع الأغنية حتى تنجذب إليه وتضطر دون تردد أن تستمع إليها دون أن تخشى هنة هنا أو هناك.

لم أصدق وأنا أستمع إليها في عودتها (من خلال بعض اللقاءات)، أنها هي، فهي تحمل من الجمال والحضور ذاته من حيث القوة والجذب وعذوبة الصوت ورقة الإحساس، فمن النادر أن يختفي فنان ويعود بصوت جميل، فقد يغير الزمان صوته، لكن مع مايا يزبك لا بد أنه لعب دوره لكن بشكل إيجابي محبب، ليثبت أن الفنان الأصيل صاحب الموهبة الصحيحة يبقى صامدا ثابتا ولا يمكن نسيانه.

(حبيبي يا عيني)، عادت وأصبحت فور عودة مايا وإجراء بعض اللقاءات المتلفزة معها إلى ترند، وفي عدة دول، وكانت هذه الأغنية قد حظيت بما لم تحظ به أغنية في زمانها، ولما عادت وأذيعت من جديد مع إطلالات مايا عادت لتحظى بالمتابعة، فأبدعت مايا وهي تعيد إلينا أغنياتها من جديد، فما أجل أن يدوم العطاء مهما تقدمت الأعوام، فمايا ابنة الزمن الجميل الأصيل الذي لا ينضب خيره بل يتجدد ويدوم، ولا يجف عطاؤه بل يتدفق في كل زمان ليعلن عن جماله.. مايا كوني قريبة من جمهورك المتعطش لإبداعك.