وكالة محليات – الاخباري – حل الأردن ضيف شرف على معرض الكتاب الدولي للكويت في دورته الـ47 ، التي انطلقت فعالياته اليوم الأربعاء، في أرض المعارض الكويتية، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي سمو الشيخ أحمد العبدالله الصباح، وبتنظيم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، بمشاركة 31 دولة عربية وأجنبية من خلال 544 دار نشر.
وتحل الأردن ضيف شرف على المعرض، تأكيداً على عمق العلاقات الثقافية بين الأردن والكويت، حيث يشهد المعرض تنوعاً في الفعاليات الثقافية عبر 3 منصات رئيسية.
وأعرب وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، في كلمة له عن شكره لدولة الكويت لاختيار الأردن ضيف شرف للمعرض، مبيناً أن الاختيار يعمق العلاقة بين البلدين الشقيقين التي عزز أركانها جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وأكد اعتزازه بالعلاقات الأردنية الكويتية الوطيدة والشراكة الاستراتيجية، التي تشكل أنموذجاً للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، والعمل العربي المشترك، إضافة إلى العلاقات التاريخية والاستثنائية مع الشقيقة الكويت، بكل ما يتصل بالإبداع والابتكار العربي، والعلاقات الطيبة بين الشعبين الذين تربطهم علاقات راسخة تتجلى في حضور المثقف والفنان الكويتي في المشهد الثقافي الأردني من خلال المشاركات في المهرجانات، مثل مهرجان المسرح ومهرجان جرش والأسابيع الثقافية، وحضور الدراما الكويتية في البيت الأردني، والعلاقات الاجتماعية الإنسانية التي نسجها الطلبة مع زملائهم على مقاعد الدراسة.
وبين أن معرض الكتاب يمثل عمق الجذور الثقافية في الكويت، التي كانت وما تزال تشكل منارة للتنوير من خلال مشروعها الثقافي والمعرفي، في الإصدارات التي كانت علامة مهمة في المشهد الثقافي العربي، ومنها، مجلة العربي، وعالم الفكر، وعالم المعرفة، فضلاً عن فضاء الحرية الذي تمتعت به البيئة الثقافية الإبداعية والإعلامية والاجتماعية في الكويت، والتي شكلت أنموذجاً عربياً في الديمقراطية.
وقال الرواشدة إن الأردن بقيادته وشعبه سيظل ملتزماً بثوابته الوطنية، منحازاً لقضايا أمته، مؤمناً بالتضامن وبالعمل العربي المشترك، وهي المبادئ التي جسدها حامل شرف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس العربية جلالة الملك عبدالله الثاني، وتُرجمت في موقف الأردن قيادة وشعباً إزاء ما يجري في غزة من عدوان وقتل ودمار، طال البشر والحجر.
وأضاف أن منظور الثقافة في الأردن ينطلق من الهوية الجامعة للأمة العربية، التي تثري بحرها وتقوي نسيجها، وهي الجدار الأخير للدفاع عن قيمنا العربية، ووسيلة الارتقاء بالوعي المجتمعي في ظل تسارع التكنولوجيا وأمواج المعلومات والأحداث التي تحيط بالمنطقة.
وقال إن الأردن وهو يعبر إلى المئوية الثانية من تأسيس الدولة الأردنية، ويحتفل باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، ليؤكد أنه ما يزال مخلصاً لقيمه العربية التي تعلي من شأن الإنسان وفكره، وسيبقى منفتحاً على الثقافة الإنسانية.
ولفت إلى أن المشاركة تأتي مع عدد من الهيئات الأردنية، ومنها، اتحاد الناشرين الأردنيين الذي يحمل على عاتقه التعريف بالمثقف والثقافة الأردنية، والارتقاء بصناعة النشر الأردنية التي حققت حضوراً عربياً، ومشاركة أمانة عمان الكبرى ومؤسسة عبدالحميد شومان، والمثقفين والمبدعين الذين يقدمون خلاصة فكرهم ومنجزهم الإبداعي ضمن البرنامج الثقافي للمعرض والذين يضيئون على العلاقات الثقافية الأردنية الكويتية، والمشهد الثقافي الأردني في اشتباكه مع المشهد الثقافي العربي.
وتحدث الرواشدة، عن الجناح الأردني الذي صمم هندسيا ليكون معبرا عن الهوية المعمارية والتراثية الأردنية، مجموعة من إصدارات وزارة الثقافة في المعارف المتنوعة، من آداب وعلوم وتاريخ ومعارف عامة وموضوعات تراثية، صدرت ضمن برامج النشر للوزارة، ومنها: المكنز وهو موسوعة تضم المفردات الشعبية الأردنية في مختلف مناحي الحياة، وسلسلة مؤلفات الملوك الهاشميين التي تعرف بسيرهم الذاتية ومسيرتهم ومواقفهم السياسية وآرائهم في عدد من القضايا السياسية والحياتية والشؤون العربية والإنسانية، ومجموعة من الكتب والمؤلفات التي تقرأ تاريخ الأردن، فضلاً عن عدد من العناوين الإبداعية في الرواية والشعر والقصة والدراسات النقدية التي تلقي الضوء على المنتج الثقافي والإبداعي الأردني.
من جهته، أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب في دولة الكويت عبدالرحمن المطيري، في كلمة، أن هذا المعرض يكتسب قيمته من رسالته الثقافية التي تتعزز بدعم ورعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح.
وأضاف “يسعدنا أن نرحب بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة كضيف شرف لهذه الدورة، حيث تضفي مشاركتها حضوراً مميزاً بفضل ما تقدمه من نخبة من المثقفين والكتاب ودور النشر، مما يعكس إرثاً ثقافياً وإنسانياً غنياً يربط الحاضر بالماضي”.
وأشار المطيري، إلى أهمية تكريم الشخصيات التي أسهمت في بناء المشهد الثقافي، مشيداً بدور رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، الدكتور عبد الله يوسف الغنيم، الرائد في إثراء الثقافة الكويتية، مؤكداً أن هذا التكريم يمثل تعبيراً عن التقدير العميق لإسهاماته المشهودة.
وأوضح أن معرض الكتاب يُعد نافذة تضيء تاريخ الكويت الثقافي، وتفاعلها الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن الدورة الحالية تشهد مشاركة واسعة من دور النشر العربية والأجنبية، بما يعزز الحوار الثقافي بين مختلف الأطراف.
وأكد أن الثقافة كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من أسلوب حياة الكويتيين، مشيراً إلى الاستراتيجية الطموحة التي يتبناها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعم المبدعين وترسيخ الثقافة كركيزة أساسية في بناء المجتمع.
وتأتي الدورة الـ47 من المعرض هذا العام تحت شعار (العالم في كتاب) ليكون تعبيراً عن أهمية الكتاب ودوره في تقديم الثقافة للمجتمع، كما سيقدم المعرض 3 منصات مختلفة، الأولى الرواق الثقافي الذي تم استحداثه العام الماضي بطابع شبابي ويقدم من قبل المجلس الوطني بأنشطة متنوعة تحاكي الرؤى الثقافية المتنوعة للمجتمع في السينما والدراما والأمسيات الشعرية، والثانية هي المقهى الثقافي الذي يقدم أنشطة في قاعة الـ VIP بالتعاون بين المجلس ومؤسسات النفع العام والمؤسسات الأهلية والجهات الحكومية ذات الصلة خلال الفترتين الصباحية والمسائية، ومن أهم أنشطته تكريم شخصية المعرض لهذا العام، الدكتور عبدالله الغنيم، والمنصة الثالثة التي تم استحداثها هذا العام هي زاوية كاتب وكتاب لربط القارئ بالكتاب بطريقة مباشرة، وتتضمن أمسيات لعدد من الروائيين، إلى جانب مجموعة من الأنشطة الثقافية المرافقة للمعرض.عام.