ابو دلو تكتب … حين تختارون القسوة بدل الرحمة.

ابو دلو تكتب … حين تختارون القسوة بدل الرحمة.

 

بقلم : الناشطة  فاطمة ابو دلو 

وكالة محليات الاخباري – عمان – أيها الإنسان .. قف لحظة… ضع يدك على قلبك، اسمع نبضه، تذكّر أن هذا القلب الذي يحييك ليس من حجر.

هل تذكُر أنك وُلدت ضعيفًا باكيًا تبحث عن من يحميك؟ فكيف اليوم تقسو على من لا حول له ولا قوة؟

في أزقة مدينتي وشوارع ، تُسفك دماء بلا ذنب. قطةٌ صغيرة تبحث عن لقمة بين النفايات، كلبٌ يتوسد برودة الأرض هربًا من عطشٍ وحرّ، ثم تأتي رصاصةٌ غادرة أو سمٌّ جبان لتُنهي حياةً لم تطلب شيئًا سوى الأمان.

أي جريمة ارتكبوا؟ أي قانونٍ كتبه الضمير أباح قتل من ينظر إليك بعينٍ تستجدي الرحمة؟

أنتم تقولون: خوف ، إزعاج، مرض؟! وهل تُحلّ المخاوف بالذبح؟ هل تُطفأ المشكلات بسحق أرواح؟!

إنما تُطفئ بيوتكم نورها، وتخسر قلوبكم إنسانيتها، وتُكتب على جبينكم وصمة العار حين تختارون القسوة بدل الرحمة.

أيها الصياد، أيها العامل، أيها المسؤول: تذكّر أن أطفالك سيكبرون ليسألوك:

“لماذا قتلت؟ لماذا سممت؟ لماذا جعلت من الرحمة ضعفًا ومن القسوة بطولة؟”

أي جواب ستعطيهم؟ أن القتل أسهل؟ أن الصمت أجمل؟!

فويلٌ لأمةٍ تُعلّم أبناءها أن الحياة بلا قيمة.

إلى البلديات والمسؤولين: إن صمتكم سلاحٌ بأيدي القتلة. إن دماء القطط والكلاب في الشوارع وصمة على جبين إدارتكم. واجبكم أن تحموا، لا أن تسمحوا بالذبح. الحل في الرعاية، في التعقيم، في فتح أبواب التعاون مع الجمعيات، لا في دفن البراءة في الحفر.

إلى المجتمع، إلى الناس الطيبين: لا تكونوا شهود زور بالصمت. كل صوت يُرفع هو حياة، كل بلاغ هو حماية، كل بيت يفتح بابه لقطة أو كلب هو ملجأ رحمة. علموا أبناءكم أن الرحمة شرف، وأن حماية الضعيف بطولة.

وأخيرًا… إلى من قتل أو سيقتل: لا تجعل من يدك يدًا ملطخة بالدماء. تب إلى ربك قبل أن يُسألك عن نفسٍ بريئة قتلتها. عُد إلى إنسانيتك، عُد إلى قلبك، قبل أن يُصبح صخرًا لا يلين.

إننا اليوم لا ندافع عن حيوانات فقط، بل ندافع عن إنسانيتنا نفسها.

فلنقف معًا، لنرفع صوتنا عاليًا:

كفى قتلًا… كفى ظلمًا… كفى قسوة.

ولْنكتب في تاريخنا أننا اخترنا الرحمة على الجحود، والحماية على القتل.

رحم الله من لا حول له ولا قوة… وجعلنا نحن شهودًا للرحمة لا شركاء في الذبح.

#فاطمة ابودلو