الزواهرة يكتب … الشباب الأردني: الرهان الملكي وعنوان مسيرة التحديث الشاملة

الزواهرة  يكتب … الشباب الأردني: الرهان الملكي وعنوان مسيرة التحديث الشاملة

 

بقلم : عبدالرحيم الزواهرة 

وكالة محليات الاخباري – عمان – مرحباً بعهد جديد يحمل في طياته آمال أمة وطموحات جيل. في حضرة الأردن، حيث يلتقي عزم الجبال بنقاء السماء، يكمن سر القوة في جيل يحمل بين أضلعه نبض المستقبل: الشباب الأردني. إنهم ليسوا مجرد طاقة تنتظر الاستثمار، بل هم الروح المتجددة لهذا الوطن الهاشمي. وحين يتحدث الملك، فإن خطابه يكون بوصلة تحدد الاتجاه نحو الغد الأفضل، مؤكدًا أن هذه الفئة ليست جزءًا من الحاضر فحسب، بل هي الرهان الحقيقي للمستقبل وعنوان مسيرة التحديث الشاملة. هذه ليست مجرد كلمات، بل هي عهد ملكي يضع مسؤولية بناء الأردن الحديث على أكتافهم.

الشباب الأردني يشكّلون نقطة ارتكاز محورية في خطاب العرش السامي، إذ يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني مجدّدًا أنّ هذه الفئة ليست مجرد جزء من الحاضر، بل هي الرهان الحقيقي للمستقبل، وعنوان مسيرة التحديث الشاملة. هذا التركيز جاء ضمن خطة استراتيجية تتجسد في مسارات التحديث الثلاثة: السياسي والاقتصادي والإداري، إذ لا تكتمل التنمية دون ضخ دماء جديدة قادرة على الابتكار وتحمل المسؤولية. إنّ رسالة العرش واضحة: على مؤسسات الدولة أن تترجم هذا الاهتمام إلى برامج عمل ملموسة تضمن انخراط الشباب في صنع القرار، وتحويل طاقاتهم الكامنة إلى رافعة للازدهار الوطني.

وربط جلالة الملك بشكل مباشر بين تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي وتمكين الشباب، مؤكّدًا أنّ الهدف الأسمى هو توفير الحياة الكريمة لهم وإعدادهم لوظائف المستقبل. هذا الربط يؤسس لمرحلة جديدة تتجاوز معالجة البطالة التقليدية، إلى الاستثمار النوعي في المهارات المطلوبة عالميًّا. فالخطاب يضع الحكومات والمؤسسات أمام مسؤوليتها التاريخية في تطوير التعليم المهني والتقني، وتحفيز ريادة الأعمال، ودعم الشركات الناشئة التي يقودها الشباب. إنها دعوة صريحة لفتح الآفاق أمام الإبداع الشبابي ليكون الشباب شركاء أساسيين لا مستهلكين للفرص.

التأكيد الملكي على تعزيز دور الأحزاب البرامجية، بالتوازي مع زيادة مشاركة الشباب والمرأة في الحياة السياسية، يضع الشباب في قلب مشروع الإصلاح الديمقراطي. فجلالته لم يدعُ إلى المشاركة الكمية فحسب، بل إلى المشاركة الفاعلة والواعية التي ترتكز على البرامج والأفكار القابلة للتنفيذ. ويمثل هذا التوجيه تحدّيًا للشباب للخروج من دائرة التعبير الفردي إلى العمل المؤسسي المنظّم، ليصبحوا قادة في مجلس النواب ومجالس المحافظات والبلديات، حاملين راية التغيير الإيجابي نحو ديمقراطية حديثة ومستدامة.

الحصن المنيع للوحدة والقيم

الشباب هم الحصن المنيع لوحدة الوطن وقيمه، بالإضافة إلى الأبعاد التنموية. إذ حمل خطاب العرش رسالة قيمية عميقة تتعلق بدورهم في الحفاظ على هوية الدولة وثوابتها. وشدّد جلالته على أنّ الأردن سيبقى حصنًا منيعًا لوحدته الوطنية وقيمه الراسخة في وجه كل التحديات، مؤكّدًا أنّ الشباب هم خَلَفُ السلف الصالح في الدفاع عن الوطن وقضاياه العادلة. ويُرسّخ هذا المحور الوعي بالمسؤولية الوطنية، ويعزّز دور الشباب في التمسك بالمنظومة القيمية الهاشمية القائمة على الاعتدال والوسطية والتسامح.

“كلنا الأردن” ترجمة للتوجيهات الملكية

وهيئة شباب “كلنا الأردن” الذراع الشبابي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية هي ترجمة ملكية للأدوار التي تنتظر الشباب. وفي سياق التوجيهات الملكية السامية، فإنّ خطاب العرش يمثل خارطة طريق واضحة لمستقبل الشباب، وتعمل الهيئة بكل طاقتها لتكون الذراع التنفيذي الذي يجسد هذا الاهتمام على أرض الواقع. المسألة تتجاوز التدريب إلى تمكين الشباب سياسيًّا واقتصاديًّا، وخلق أدوار فاعلة لهم في عملية التنمية الشاملة، ليكونوا صُنّاع القرار وشركاء حقيقيين في مسيرة البناء والتحديث التي يقودها جلالة الملك.

إن التركيز الملكي على الشباب ليس مجرد أولوية، بل هو إيمان مطلق بأن المستقبل يُصنع بأيديهم. في مسيرة الأردن نحو المئوية الثانية، يحمل الشباب مسؤولية تاريخية ليكونوا عند مستوى الرهان الملكي السامي. من الأردن، مهد الأنبياء ووارث الرسالة الهاشمية، يرتفع صوت العهد: سندافع عن قيمنا، سنبني اقتصادنا، وسنعمق ديمقراطيتنا.

نحن الشباب، نحن القوة، ونحن الحصن الهاشمي المنيع. ليبقى الأردن، في ظل قيادته الحكيمة، شامخاً وقوياً، بدمائنا وعرقنا، نحن معك يا صاحب الجلالة، نحن الأردن!